يؤسس هذا الفصل فكرة أن الغنى يبدأ من الداخل، من الرؤية والنية.
من هنا البداية
هل لديك حلم واضح؟ هل حلمك هذا مكتوب؟
إن كانت إجابتك: “نعم”، فتلك خطوة عظيمة.
وهل لديك خُطّة مكتوبة لتحقيق هذا الحلم؟
إن كانت إجابتك “نعم” أيضًا، فتلك خطوة جبّارة… ولا تكمل قراءة كتابي هذا…
فالمهمّ أن تحلم، وأن تكتب الحلم، وألا تصبح أسير اللحظة الراهنة والظروف الصعبة.
ليس حلمًا واحدًا…
الحلم لا يجب أن يكون هدفًا واحدًا فقط، بل يجب أن يكون هناك هدف كبير، وأهداف أخرى فرعيّة.
الهدف الكبير قد يكون: أن تصبح أفضل رسّام، أفضل موسيقار، أفضل مخرج سينمائي، لاعب تنس عالمي، ممثل بارز، صاحب مشفى رائد، أو مديرًا تنفيذيًا في كبرى الشركات…
أما الأهداف الفرعية، فقد تكون: الحصول على شهادة جامعية، بناء أسرة، امتلاك سيارة، شراء بيت…
حدّد حلمك بدقّة
- فهناك أفضل لاعب على مستوى الحيّ، وهناك أفضل لاعب على مستوى البلد…
- وهناك أن تهدف إلى تملك بيتًا جميلًا بغرفة وصالة، وهناك قصر فيه غرف كثيرة…
- وهناك أن تهدف إلى تملك سيارة بأربع عجلات، وهناك سيارة البورش.
ولا تجعل المدى مفتوحًا بلا سقف.
- متى تريد الحصول على تلك السيارة؟ في الخامسة والعشرين؟ أم في الخامسة والخمسين؟
- متى ستحصل على شهادة الدكتوراه؟
- متى ستملك المنزل الذي تحلم به؟
اكتب ما تريد… ولا تخف.
لكن تذكّر: كلما كبر الهدف، زاد التحدّي، وزاد العمل المطلوب.
خطة السنوات العشر
الآن، دعني أقدّم لك النصيحة الذهبية…
كثيرًا ما أسأل أحدهم: “ما خطتك للسنوات الخمس القادمة؟” فتراه يتلعثم، وكأنني سألته سؤالاً في الفيزياء النوويّة! وإن أجاب، فغالبًا ما يكون طالبًا جامعيًا فيجيب: “أن أتخرّج!”
وقد تبيّن لي أن أغلب الخطط الشخصية معدّة لسنة واحدة فقط! وهنا تكمن المشكلة.
يريد البعض تحقيق كل أحلامه خلال عام واحد…لكن سؤالي هو: إن حققت كل أحلامك في عام، فماذا ستفعل في بقيّة عمرك؟!
الخطر في الخطط قصيرة المدى أنها غالبًا ما تؤدي إلى الإحباط، لأن تحقيق الأحلام الكبيرة في عام واحد فقط أمرٌ صعب… إلا إذا كان حلمك متواضعًا جدًا !
وهنا تأتي النصيحة الذهبيّة من “بيل غيتس”: “يبالغ معظم الناس في تقدير ما يمكنهم فعله في عام واحد، ويُقللون مما يمكنهم فعله في غضون عشر سنوات.”
الحلم يتغير… ويتجدد
لنفترض إنَّك كتبت حلم حياتك عندما كنت في الخامسة عشرة من عمرك،، ولنقل إنّ لديك خطة مدّتها عشر سنوات. ولكن هذا لا يعني أنّ الرياح سوف تجري بما تشتهي السفن، وربما تخطيطك أيضاً لم يكن جيّداً…
فما المطلوب إذًا؟
- المطلوب أن تكون مرنًا…
- أن تملك الشجاعة لتغيير حلمك جذريًا إن لزم الأمر.
- أن تُجري تعديلات عليه حين تتغير المعطيات.
لكن لماذا؟
- عندما كتبت حلمك في سنّ صغيرة، قد يكون تحليلُك لشخصيتك حينها غير دقيق.
- ولربما لاحقًا اكتشفت في نفسك مواهب جديدة لم تكن قد ظهرت بعد. فمع الوقت، تتغير رؤيتك، وتتضح معالمك أكثر.
- قد تأتيك ظروف خارجيّة قاهرة مثل: الأزمات الاقتصاديّة، الحروب، الكوارث الطبيعيّة…
- ولا تنس أننا نعيش في عصر السرعة والتكنولوجيا، عصرٌ قلب حياتنا رأسًا على عقب.
- ولربّما حالفك الحظ وحقّقت أهداف السنوات العشر خلال ثلاث فقط، أو العكس.
والمهمّ، كما يقال: “لا تتخلَّ أبدًا عمّا تريد فعله حقًّا. الشخص الذي لديه أحلام كبيرة أقوى من الشخص الذي لديه كلّ الحقائق.”
وختامًا… تذكّر ما قاله بريان تريسي: “المسافة بين الأحلام والحقيقة تُسمّى: العمل.”
اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.